مقالات

بحث مختصر عن ثقافات الشعوب والمجتمعات عبر التاريخ

ثقافة الشعوب هي تلك الخبرات والقواعد والسلوكيات التي تتبناها المجتمعات البشرية، والتي تتكون من خلال اللغة والدين والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك لهذا المجتمع، وهذه الثقافة المختلفة تتكون من خلال الدين والعرق والجنس وغيرها من العوامل والمقومات، فما رأيك في رحلة شيقة وممتعة حول ثقافات الشعوب المختلفة، وما هي الجوانب الهامة حول أهمية الثقافة الشعبية في وجدان الناس، هذا ما نعرضه من خلال السطور القليلة القادمة.

ما هو تعريف ثقافة الشعوب؟

ثقافة الشعوب هي تلك الخبرات والقواعد المختلفة التي يتشارك فيها مجموعة من الأفراد في المجتمعات المعينة والتي تساعدهم على تشكيل الطريقة الحياتية الخاصة بهم لفهم العالم، وهذه الثقافة تتكون عبر العديد من العوامل المشتركة مثل التاريخ المشترك واللغة والهوية والطبقات المختلفة والعرق والدين والجنس وغيرها من العوامل والمكونات المؤسسة لكل ثقافة على حدة وهذا ما نتعرف عليه بعد قليل.

ما هي العوامل والمكونات الأساسية لثقافة الشعوب وتشكيلها؟

ثقافة الشعوب وتشكيلها تعتمد على العديد من العوامل والعناصر المختلفة والتي من شأنها تساعد على الثقافة المشتركة وتكوينها للمجتمعات الإنسانية المختلفة والتي تظهر من خلال الطريقة الحياتية الفريدة للعيش، وهذه العناصر عديدة، وسنتعرف عليها بالتفصيل من خلال النقاط التالية:

الرموز المجتمعية المختلفة

المقصود بالرموز هي مجموعة من الإشارات التاريخية والرموز والصور والأعلام والألوان التي تعبر عن ثقافة الشعب، فهناك من يتخذ الهلال رمزاً للدولة، مثل الدول الإسلامية العديدة التي تتخذ الهلال والنجوم صفة وشعاراً لها كدليل على الهوية الإسلامية مثل تركيا وتونس والجزائر وليبيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية، بينما نجد أن لبنان على سبيل المثال تستخدم شجرة الارز شعاراً لها، ونجد أن دولاً اوروبية تعتز بهويتها المسيحية وتضع الصليب شعاراً لها كهوية وثقافة شعبية في وجدان المواطنين، كما توجد العديد من الرموز التي تدل على ثقافة الشعوب المختلفة وتاريخها ووجدانها.

اللغة من العناصر الهامة لأي ثقافة

الثقافة لن تتواجد بقوة ما دام لا توجد لغة قوية معبرة عنها، فأي ثقافة تحتاج للغة خاصة بها تعبر مفرداتها وتعابيرها القوية عن هذه الثقافة ومكنوناتها وأسرارها، فاللغة الإنجليزية معبرة عن تاريخ الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وبعض الدول التي اتخذت الإنجليزية معبرة عن ثقافة شعبها، والدول العربية بالطبع اتخذت اللغة العربية معبرة عن ثقافتها المجيدة والتي تعبر عن التاريخ العربي والإسلامي، وكذلك اللغات الإسبانية والبرتغالية والتركية والإيطالية واليونانية .. الخ.

واللغات هي أحد أركان وعوامل الثقافة، وأحد أركان الهوية، ولا يمكن الاستغناء عنها في التعبير عن كافة الثقافات المختلفة، وذلك بالمفردات العديدة والتي تعمل على زيادة طرق التواصل بينها وبين الآخرين من الثقافات الأخرى، وهذا يتضح من خلال المثقفين الذين يعبرون عن هذه الثقافة بالأدوات والوسائل اللغوية مثل الشعر والأدب والعلوم والفنون والتي لا تخرج للعالم إلا من خلال اللغة.

القيم أساس من أسس الثقافة

هناك العديد من القيم الأساسية للمجتمع والتي تعتبر نابعة من تاريخ الأمم والشعوب، وبالتالي تصبح ذات بال وذات معنى هام بالنسبة للشعب وتكون مقوم أساسي بالنسبة للثقافة، فالقيم تأتي من خلال الكتب و الآباء و الأجداد يتوارثها الجيل الجديد عن الجيل الجديد، بل هناك قيم مكتسبة باكتساب صفات أخرى في الزمن تظهر فجأة في العصر الذي يعيش فيه الجيل، وبالتالي فالقيم من الأساسيات التي تجعل ثقافة الشعوب حية في نفوس الجميع.

الأعراف والعادات والتقاليد

العادات والتقاليد والأعراف الشعبية من المكونات الأساسية للثقافة المحلة لكل شعب على حدة، وهي عبارة عن مجموعة من الإرشادات الهامة والسلوكيات التي تأتي من المجتمع تجاه مواقف معينة، وهي تضع العديد من القيود لتحديد أهمية فعل سلوك معين، فالأعراف التي تساعد على تشكيل السلوكيات وتزويدها بالمعرفة حول الخطأ والصواب تجاه فعل الأشياء، وكل ثقافة من الثقافات الإنسانية لها العديد من الملامح مثل الأساليب الشعبية التي تظهر على شكل أنماط سلوكية مختلفة، هذا إلى جانب العادات والتقاليد المختلفة والتي يضعها المجتمع والمجموعات السكانية والعرقية والتي تختلف عن الأساليب الشعبية فهي قواعد جدية ويمنع انتهاكها في أي نظام اجتماعي.

الفن أحد المكونات الثقافية للشعب

الفن معبراً عن ثقافة المجتمع، حيث تسود العديد من القضايا التي تسود فيه، حيث يعتبر عامل من ضمن العوامل الهامة والتي تدل على ثقافة الشعب مثل الرسوم والنحت والموسيقى والكتابة والسينما والدراما والمسرح وغيرها من الفنون.

وهذه الفنون جزء من ثقافة الشعب ومعبرة عنه بالضرورة، وذلك منذ قدم الزمان، فها هي الحضارات القديمة مثل الفرعونية واليونانية والبابلية والفينيقية والرومانية والحضارات الإسلامية والفارسية والأوروبية وغيرها كانت تتبنى الفنون المختلفة والتي تعبر عن هوية وثقافة كل شعب على حدة، وعناصر هذا الشعب وثقافته بالضرورة، كما تعبر عن الاعتقادات السائدة فيه وغيرها من العناصر الحضارية الأخرى.

الهوية الثقافية جزء ملامح ثقافة الشعب

الهوية الثقافية جزء من الثقافة الجامعة للشعوب والمجتمعات، وهذه الهوية الثقافية عبارة عن الخصائص المشتركة لهذا الشعب، والتي تساعد على اتخاذ القرارات المصيرية، ذات العلاقة بأداء السلوكيات الخاصة في المجالات المختلفة مثل السلوكيات الوقائية للمحافظة على الصحة مثلاً.

كما تعتبر الهوية الثقافية للأشخاص والتي تتفاعل مع البيئة، وجميع الخصائص المميزة لهذه البيئة، مثل الدين واللغة والطبقات الاجتماعية والعادات والتقاليد مجتمعة، وذلك من أجل الأفكار الجديدة التي تتبناها الأجيال القديمة وتنتقل للأجيال الجديدة.

والهوية الثقافية تحمل أيضاً العديد من القيم التي تحتاج إليها المجتمعات مثل الانتماء وهي الهوية الثقافية التي تتشكل فيه المجتمع، حيث يتشكل فيه وعي ووجدان الفرد، وبالتالي تؤثر هذه الهويات الفردية الهوية الثقافية الجامعة للمجتمعات، وهو جزء من وجدان الشعوب بشكل عام.

أمثلة على ثقافات الشعوب حول العالم

بعد أن تعرفنا على المقومات الهامة والرئيسية لكل ثقافة شعب على حدة، فإنه من المهم الآن أن ناخذ العديد من الأمثلة حول الثقافات الشعبية حول العالم، حيث نتعرف من خلال النقاط التالية العديد من الأمثلة حول الثقافات الشعبية حول العالم، والتي شكلت معظم الحضارات الإنسانية الآن وفي الوقت الماضي، فهيا بنا نتعرف عليها:

الثقافة الشرقية

لعل الثقافة الشرقية هي أعرق وأقدم الثقافات الإنسانية على وجه الأرض، وله خصائص مميزة تختلف بشدة عن الثقافات الموجودة في الأرض، فالثقافة الشرقية مثل الثقافات التي تسود شرق آسيا وجنوب شرق آسيا مثل اليابان والصين وكوريا وفيتنام وتايلاند والفلبين هذا إلى جانب شبه القارة الهندية، من الثقافات شديدة التفرد والتميز عن غيرها من الثقافات، فهي ثقافات غنية تحيط بها الطبيعة وتؤثر فيها، مليئة بالمعتقدات والحكايات الساحرة، والمعتقدات الدينية شديدة التعقيد والعصية عن الفهم، بل مليئة بالجوانب الفلسفية والتي تهتم بعالم ما وراء الطبيعة، إنها حقاً من ضمن الثقافات الهامة والتي لها تفرد عظيم للغاية.

الثقافة الغربية

على العكس من الشرقية تأتي الثقافة الغربية والتي تهيمن على العالم الآن من خلال مفردات التوسع الإستعماري الغربي والهيمنة والقوة الناعمة، هذا إلى جانب العولمة وغيرها من المصطلحات، والثقافة الغربية هي نتاج طويل من تفاعل العديد من الثقافات مثل الثقافة اليونانية القديمة والرومانية والمسيحية، والكلاسيكية وعصر النهضة، والمادية الحديثة والرأسمالية والتي أثرت على شعوب قارة أوروبا وما ورائها مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي ترعى هذه الثقافة الغربية الممتدة نحو العالم اليوم.

الثقافة اللاتينية

هي تلك الثقافة التي تسود في قارة أمريكا اللاتينية، فإذا نظرت إلى قارة أمريكا اللاتينية ستجدها من القارات شديدة التفرد بالنسبة للعديد من الهويات الثقافية التي توجد في دولها، حيث تسود الثقافة الإسبانية في جميع دول القارة عدا البرازيل راعية الثقافة البرتغالية، وربما هذا التقسيم جاء من الاستعمار الإسباني والبرتغالي لدول القارة، لدرجة التشابه في اللغة والثقافة والحكايات والتراث ما بين الدول الأصلية وهي إسبانيا والبرتغال، أو الدول التي كانت مستعمرة من قبل هاتين الدولتين من دول قارة أمريكا الشمالية وجزر الكاريبي ودول أمريكا الوسطى والمكسيك، فتجد تشابهاً في كل شيء حيث الثقافة واللغة وأسماء المدن وأسماء الناس حتى.

وربما هذا ما جعل اللغة الإسبانية هي اللغة الثانية الأكثر انتشاراً حول العالم بعد الإنجليزية، وهذا ما أثر في الثقافة اللاتينية وجعلها ثقافة متفردة لها وزنها وثقلها ليس فقط في إسبانيا ولكن في الدول التي تتبعها ثقافياً في أمريكا الوسطى والمكسيك وأمريكا الجنوبية.

الثقافة الشرق أوسطية

إنها أكثر الثقافات الغنية حول العالم، إنها ترتبط بالتاريخ واللغة والدين بشكل رئيسي، وتعتبر هذه العناصر الثلاث هي أضلاع الثقافة الشرق أوسطية، فتعالوا بنا نحو جغرافيا هذه المناطق في البداية فهي تمتد من وسط آسيا وحتى الصحراء الكبرى في أفريقيا، مروراً بالدول الإسلامية والعربية وهو ما جعل بعض اللغات الشرقية تنتشر وتؤثر في السكان مثل الأوردية والفارسية والتركية والعربية والأمازيغية وبعض اللهجات المحلية في أفريقيا.

وهذه الثقافة ترتبط بالدين الإسلامي بشكل كبير، حيث يشكل الإسلام الغالبية الساحقة لبلدان الشرق الأوسط، مع الديانة المسيحية في بعض المناطق، وربما الحضارة العربية الإسلامية هي نتاج لهاتين الديانتين بشكل خاص وتاريخهما المجيد في هذه المنطقة من العالم، حتى تشكل الوعي للسكان والمجتمعات حول هذه الدول بشكل خاص، أما اللغات، فقد قلنا أن لغات عديدة أثرت في وجدان هذه الشعوب، ولكن تبقى اللغة العربية هي سيدة اللغات خلال القرون الفائتة، ربما لأن الإسلام هو الرابط الجيد بين هذه الشعوب، واللغة العربية عبارة عن معبرة بشكل جيد لهذه الحضارة الإسلامية.

أما التاريخ المشترك، فهو تاريخ طويل ومجيد يمتد لآلاف السنين، حيث تربط العديد من العناصر المشتركة جميع الأعراق في منطقة الشرق الأوسط والقوقاز والفرس والأتراك والأمازيغ والعرب والافارقة يشتركون في مراحل عدة من التاريخ، وربما عاشوا مع بعضهم البعض أكثر من اية أعراق إنسانية أخرى، وهو ما جعل الثقافة الشرق أوسطية متينة الصلة عريقة الوجدان، متفردة بذاتها تطرد أي دخيل عليها سواء قديم أو حديث.

الثقافة الأفريقية

هذه الثقافة لها طابع قديم مميز مرتبط بالقبائل الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى، ربما كانت هذه الصحراء حاجزاً كبيراً أمام شعوب القارة، ما بين الشعوب التي تعيش في الشمال، وغيرها من الجنوب، لذلك تعتبر شعوب جنوب الصحراء الكبرى متفردة عن بقية شعوب أفريقيا الشمالية في الأزياء والطقوس والأديان الوثنية، حتى في الأديان السماوية التي تحمل طابعاً محياً قوياً ربما يختلف عن الشمال، وعلى سبيل المثال الأسماء الإسلامية الأفريقية ربما تختلف عن الأسماء العربية الإسلامية على الرغم من أنها تحمل نفس المعنى مثل: محمد التي تحولت إلى ممادو أو علي الذي يتحول إلى أليو وهكذا.

كما تتفرد الثقافة الأفريقية في الأزياء وفي الطقوس والموسيقى واللغات واللهجات، وهو ما يجعلها ثقافة معروفة بل ومحببة لدى جميع الشعوب التي ترى في أفريقيا سر من الاسرار الثقافية التي لا نعرفها حتى يومنا هذا.
كيف نفهم ونتواصل مع ثقافات الشعوب الأخرى؟

ثقافات الشعوب المختلفة والتي تعرفنا عليها منذ قليل، هناك العديد من الوسائل التي تساعدنا بلا شك على تحصيل المعلومات حولها، بل والتواصل مع هذه الثقافات، فما هي هذه الوسائل؟ هذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية:

الوعي الذاتي

وهو أن يوجد وعي لدى الفرد باهمية التفرد أولاً، وهو أن له ثقافة يجب الاعتزاز بها والمحافظة عليها وحبها والتعبير عنها بكافة الوسائل الحديثة، ويعبر عنها من خلال معتقداته وقيمه و اختياراته الشخصية، وتحديد الاختلافات الخاصة بينه وبين الأفراد المختلفة، وبالتالي يفهم الفرق الجوهري بين الثقافة التي يحملها والثقافة الأخرى التي يجب معرفتها كنوع من أنواع المعرفة الذاتية.

البحث حول الثقافات الأخرى

من المهم والضروري الحصول على معلومات الثقافات الأخرى، مثل وسائل البحث المختلفة والتي من أهمها القراءة والمطالعة، وكذلك البحث حول هذه الثقافات عبر الإنترنت، وتعلّم اللغات المختلفة المعبرة عن هذه الثقافة، وبالتالي فإن التعلم بشكل عام جزء من معرفة هذه الثقافات وما تتميز به.

تكوين علاقات مع العديد من أفراد الثقافات الأخرى

من المهم لنا في محاولة التعلم الثقافي من الآخر، أن نتعرف على كافة الثقافات من خلال الاحتكاك مع الغير، وذلك من خلال تكوين علاقات شخصية مع الآخرين، وهذه العلاقات تعمل على التواصل بيننا وبين هؤلاء، لذلك نتعلم ثقافتهم ولغاتهم وأزيائهم والعديد من الجوانب الأخرى.

السفر لمناطق مختلفة حول العالم

من الضروري أن نتعلم من الثقافات الأخرى من خلال الاحتكاك المباشر، وهذا الاحتكاك هو السفر لمناطق جديدة، للتعرف على كافة الثقافات، وهذه أفضل الطرق للانفتاح على الآخر، وفهم هذا الآخر وتعلم اللغات الخاصة به، فالسفر لمناطق جديدة إحدى الوسائل الهامة التي تساعدنا بلا شك على معرفة الآخرين وثقافاتهم.

تقبل التنوع الثقافي المختلف عنا

الثقافات المختلفة التي توجد في العالم متنوعة، وكل حضارة وثقافة لشعب من الشعوب مختلفة ومتنوعة عن الآخر، لذلك علينا تقبل هذه الثقافات وتفردها، حتى لو كان هذا الاختلاف يختلف عن عادتنا وتقاليدنا، مثل الأزياء والأكلات المختلفة وغيرها الكثير من جوانب الحياة اليومية.

مدى اختلاف الثقافات بين الشعوب المختلفة

هناك العديد من الاختلافات التي توجد بين الشعوب المختلفة على وجه الأرض، وهذا الاختلاف نجده في العديد من الجوانب، وهذه الجوانب مثل:اختلاف الدول السياسي، حيث يوجد اختلاف ما بين الدول التي تتبنى الفيدرالية أو المركزية وكذلك النظم السياسية الشمولية والديموقراطية، حيث تختلف الدول حسب الثقافات المختلفة، فتجد دول تحبذ في ثقافتها النظام المركزي الشمولي، ودول تحبذ الديموقراطية بسبب ثقافة وتعليم طبقاتها الشعبية، وهناك بعض الدول التي تتبنى الملكية أو الحكم الأسري أو الحكم البرلماني أو الدستوري أو الجمهوري الرئاسي وغيرها من النظام السياسية.
اختلاف الدول في القيم الأساسية للمجتمع، حيث توجد العديد من القيم مثل المساواة بين الرجل والمراة وكيف أن هناك العديد من البلدان التي تتبنى حقوق المرأة، أو الدول التي لا تعير لهذه الحقوق اهتماماً، أو مدى الحرية التي توجد في الحياة، أو الالتزام بالقوانين المختلفة أو النمط الحياتي الذي قد يكون مختلفاً ما بين الجميع من الشعوب والثقافات المختلفة، والعادات والتقاليد وغيرها من الجوانب الحياتية المختلفة.
اختلاف الأفراد حسب الانتماء والوطنية ومدى ارتباط هؤلاء الأفراد بالمجتمع والوطن وغيرها من الولاءات والانتماءات، كما تختلف من مدى القيم التي تربوا عليها مثل حقوق الأفراد الأساسية وغيرها من القيم.

ما هي أهمية التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى؟

من الضروري معرفة الشعوب الأخرى وثقافتها، وذلك من أجل معرفة الكثير عنها، فما هي الأهمية والفوائد التي تعود علينا من هذا الأمر؟فهم العالم بالصورة الجيدة: لابد من فهم العالم بالصورة المتاحة والجيدة، فيجب علينا أن نقدر هذه الشعوب وثقافتها بشكل أساسي، من خلال معرفة مبادئ هذه الثقافة، وما هي العادات والتقاليد المرعية لهم، وبالتالي نزداد احتراماً لأنفسنا وثقافتنا وثقافات الآخرين، والمعاملة الجيدة من هؤلاء لنا، بل والتفاعل معهم في العديد من الحالات التي تتم فيها الاحتكاك معهم.
منع الانقسامات العرقية والعنصرية داخل المجتمع الواحد: بسبب الانقسامات الهامة التي تحدث في النسيج الاجتماعي وانتشار العنف الشديد بين الأفراد، هذا يؤدي للعديد من مشاكل المجتمع، فمن أين يأتي الانقسام، إنه يأتي من عدم معرفة واحترام الآخرين وثقافتهم، لذلك فإن معرفة هذه الثقافات تساعدنا بلا شك على منع الانقسامات العنصرية داخل المجتمع الواحد.
التقليل من الصور النمطية: كثير من المجتمعات حول العالم لديها صوراً نمطية للمجتمعات الأخرى التي تعيش على كوكب الأرض، فعلى سبيل المثال العرب لديهم صورة نمطية عن الغرب أنهم مجتمعات منحلة في المطلق ولا توجد لديهم قيم، وهذا غير صحيح، فهناك ما يعرف بالقيم الغربية ولا يوجد انحلال في المطلق ولكن هناك أناس يلتزمون بالأخلاق وهناك منحطون مثل أي مجتمع آخر، والعكس، فلدى الغرب صورة نمطية عن العرب أنهم يركبون الجمال ومجموعة من رعاة الإبل وفقط، وهذا غير صحيح، فالبلدان العربية تنمو سريعاً في جميع المجالات، ومنهم علماء وأطباء ومهندسين يقودون العالم اليوم، لذلك فإن تغيير الصورة النمطية من ضروريات المجتمعات البشرية التي تعيش في نفس الكوكب.
تعزيز التواصل: التواصل الثقافي من الأهمية بمكان، بحيث بات من الضروريات الفعالة في مجتمعنا الإنساني، وهذا التواصل تغيّر بشكل عام بسبب التكنولوجيا الحديثة الآن، حيث أصبحت التكنولوجيا مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الأسباب التي جعلت الجميع يتواصل مع بعضه البعض، وهو ما عرفنا ثقافات الغير من خلال هذه التكنولوجيا، بحيث أصبح العالم قرية واحدة.
اكتساب الخبرات الجديدة: من المهم أن نكتسب خبرات جديدة، وهذه الخبرات تأتي من خلال العديد من الجوانب الثقافية بسبب الاحتكاك بيننا وبين الآخرين في العالم، بحيث نتعرف على أهم العادات والتقاليد وأشكال من الفن والموسيقى بعيدة عن ثقافتنا والأزياء وغيرها، وهو ما يكسبنا تجارب جديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى