أحداث تاريخية

أحداث “سنة الغرقة” قبل 58 عاماً

في تاريخنا المحلي الحديث سلك الآباء نهج أجدادهم من خلال تسمية الأعوام بأشهر الأحداث المتزامنة معها، وكان القدماء يحسبونها بما يسمونه “حروف الجمل”، وقد يحصل أن يسمى العام الواحد بعدة أسماء، والسبب في ذلك أن ما يحدث في هذا الإقليم أو ما تمر به هذه القبيلة أو المنطقة قد لا تعيشه المناطق والأقاليم الأخرى،

وهذا حدث كثيراً في مواسم الأمطار والجفاف، فمثلاً حين تهطل الأمطار بغزارة على شمال الجزيرة العربية يلجأ أهالي هذه المنطقة وقبائلها إلى تسمية هذا العام بمسمى يدل على الخصب ورغد العيش، وربما اختلفت التسمية في مناطق أخرى عاشت الجفاف أو أنه لم يمر عليها ما مرّ على تلك المناطق والقبائل، وهكذا تختلف التسميات أيضاً بما تتعرض له هذه الأقاليم من حروب ومعارك قد لا تعرفها الأقاليم الأخرى.

وبإطلالة على بعض الظروف التي مرت على بعض أقاليم بلادنا في القرنين الماضيين نجد أن معظم التسميات جاءت وفقاً لظروف المناخ وهطول الأمطار وانقطاعها، أو ما عاشه الأجداد من معارك وحروب مع خصومهم، ولعلنا نبدأ مع عرض تسميات بعض هذه السنوات التي ما زالت تعرف بمسمياتها التي أطلقت عليها منذ ذلك الحين.

خصب وجدب

ذكر المؤرخون أن نهاية القرن الهجري الثاني عشر كانت سنوات قحط وجفاف ارتفعت فيها الأسعار واختفت فيها المؤن والمواد الغذائية ومات فيها خلق وبهائم كُثر، وعُرف هذا القحط ب “دولاب” كما ذكر “ابن بشر” أما “الفاخري” فوصفه قائلاً: “وقع في الإبل موت عظيم وعمم ذلك على غالب البوادي والحضر حتى إنّ مطية المسافر تموت وهو فوقها، وبمطلع القرن الجديد آنذاك وهو عام 1200ه انتهت سنوات القحط وكثر الخصب ورخص الطعام حتى إن عام 1208ه عُرف عند الأهالي آنذاك بسنة (موّاسي)”.

عدسات المصورين وثّقت أحداث “سنة الغرقة” قبل 58 عاماً
وشهد عام (1211ه) أمطاراً غزيرة تسببت في هدم المنازل في كلٍ من “حوطة بني تميم” و”الدرعية” و”العيينة”، تعاقبت بعدها السنوات بين خصب وجدب وأرخ بعضها بالجراد وبعضها بكسوف الشمس أو خسوف القمر أو انتشار بعض الأوبئة والأمراض، وعليه عُرف عام (1220ه) بالجدب والقحط وانتشار “الكوليرا”، كما عُرف عام (1229ه) بانتشار الجراد في بعض أقاليم وسط الجزيرة في بداية العام، وفي يوم (29) رجب من السنة نفسها كسفت الشمس وأعقبها وباءٌ استمر عاماً تضررت منه بلدان سدير وأكثر من مات في بلد “جلاجل” كما روى ذلك “ابن بشر” الذي أعقب وصفه لأحداث عام (1234ه)، وما هطل فيها من أمطار بقوله: “جعل الله فيه البركة”.
حروب الباشا
وقبل عام (1235ه) عاشت معظم أقاليم الجزيرة العربية صراعات داخلية بعد حملات الباشا، وكثر “الجراد” وارتفعت الأسعار وتضرر الناس كثيراً جرّاء الحروب التي حدثت في الأعوام السابقة، إذ كثر القتلى وقلّ عدد الرجال، وازداد الأيتام والأرامل، كما تضاعف عدد الموتى في أنحاء البلاد حتى أنتنت الجثث وتأذى الناس وعاشوا الرعب والخوف، بل إنهم كانوا يحتالون على أطفالهم كي يناموا في الوقت الذي يكثف فيه الباشا من رمي القبوس والمدافع، ومع هذا لم يسلم الأهالي من حالات الرعب التي عاشها الصغار من جراء أصوات المدافع التي كانت تدوّي في سماء القرى والمدن، حتى إن صوتها وهي تضرب أسوار محافظة “شقراء” كان يسمع في مدن وقرى “سدير” وما حولها.
ووصف المؤرخون عام (1243ه) بالخصب والأمطار الغزيرة التي تسببت في تعفن الزرع في البيارد كما أورد “ابن بشر” واصفاً انتشار الوباء في بعض الأقاليم عام (1244ه)، كما وصف الفاخري عام (1246ه) بكثرة السيول والأمطار وقال إنها “كسّرت من النخيل ما كسّرت”، بل إن البرد الشديد الذي نزل عام (1248ه) أحدث أضراراً بالغة في مزارع النخيل، وكذلك في السنة التي تليها حيث نزل بردٌ أشد من السنة التي قبلها حتى جاز ل”عثمان بن بشر” أن يصف هذه الظروف المناخية بقوله: “إن الماء يقطر من الغروب على الدراج وما تحته يعترض على حافة البئر جامد كأنه العمود، ويجمد الماء في السواقي والزروع وبين الميزاب والأرض”.
وذكر “الفاخري” أن هذا البرد استمر في عام (1250ه)، وقال: “كان اشتداد البرد واستمراره واضطرب الناس فيه اضطراباً شديداً، وغلت الأسعار، وهو أول القحط المسمى “مخلص” والذي عُرف في عام (1251ه) حيث انقطع المطر وبدأ الجفاف وهاجر كثير من أهالي “نجد” ل”البصرة” و”الزبير”؛ حتى إن عام (1252ه) عُرف أيضاً بانتشار الجدري بين الأطفال وانتهى قحط “ملخص” في عام (1258ه) حيث جاءت الأمطار والسيول، وهو ما عبّر عنه “الفاخري” بقوله: “حتى ضاق كل بلد بإنتاج محاصيله، وقد استمر لسنوات معدودة حتى حل عام (1261ه) حيث انتشار الجراد والجدري والسعال الذي مات بسببه كثير من الأطفال في صيف عام (1262ه)، كما انتشر وباء الإبل عام (1268ه)، ومن بداية عام (1274ه) بدأت سنوات المجاعة وهلك الناس حتى إنهم أكلوا الجيف، وماتوا من الجوع عام (1287ه)، بل لقد وصف المستشرق “فلبي” حال الناس عام (1289ه) بضيق الحال، واستمرت السنوات التي تليها بين خصب وجدب، وقد فصّل في أحداثها المؤرخون.

سيول “سنة الغرقة” هدّمت معظم منازل أهالي نجد
علم التراجم
وللحقيقة فإن للأحداث السياسية والاجتماعية دورا في تسمية كثير من السنوات، فالمعارك والوفيات كانت مصدر تأريخ عند الأجداد، فكثيراً ما تقرأ في كتبهم ما يشير إلى أن هذه السنة هي سنة المعركة الفلانية، أو أنها سنة وفاة فلان؛ ولأن علم التراجم وتحديد الوفيات قد تزامن مع بداية كتابة وتدوين التاريخ عند المسلمين لأسباب معرفة سلسلة الأسانيد التي نقلت الأحاديث النبوية المطهرة، وقد يقابلك في مسميات كتب الأقدمين مصطلح “الوفيات” ككتاب “ابن خلكان” و”وفيات الأعيان” أو “الوافي في الوفيات” ل “الصفدي”، وجاءت هذه التسميات لتحديد وفيات الرجال لمعرفة مدى صحة نقلهم للأحاديث النبوية المطهرة، ومدى إمكانية إدراك كل راوية بمن سبقه في السند؛ ولذلك استطاع العلماء رحمهم الله تحديد الحديث المسند والمنقطع، كما حددّوا وفيات الرواة، ومنها تطور هذا العلم وأصبح المؤرخون يصنفونه كأحد بحور علم التاريخ؛ لأنه يعرض تراجم العصور المنصرمة من الولادة حتى الوفاة.
وفي عصرنا الحالي دوّن المؤرخون سنوات الخصب والجوع، بل لقد وصف “ابن بسام” في “تحفة المشتاق” أحوال الناس في عام (1321ه)، وقال: “وفيها اشتد الغلاء والقحط في نجد وغلت الأسعار وأجدبت الأرض وبيعت الحنطة صاع ونصف بريال، والتمر خمس أوزان بريال”، وقد سُميت السنة التي تليها سنة “هيف الأول” وهو وباء وافق معركتي البكيرية والشنانة، وقال المؤرخ “ابن عبيِّد” في وصف هذا الوباء: “وهو ما يسمونه الأطباء بالداء الصفراء، فكانوا كل يوم يدفنون رجالاً ونساءً وأطفالاً”، كما أنها تُسمى عند بعض البوادي “سنة موت الشيوخ”، كما سُمّي عام (1324ه) بسنة الرحى، وتلتها سنة “التسعاوي” وهي سنة ربيع وغيث وخيرات وسبب تسميتها بالتسعاوي أن الربيع استمر تسعة أشهر لم تنقطع فيه الأمطار، وتلتها “سنة البابور” ويقصد بها أهل المدينة المنورة القطار العثماني، حيث تم افتتاحه في (17) رجب من هذه السنة وهي سنة (1326ه) التي تلتها سنة “ساحوت” حيث ظهرت المجاعة والقحط والجدب والغلاء مع قلة الأمطار، وعلّل ذلك المؤرخ “فائز البدراني الحربي” بالحصار الذي ضربته بريطانيا والحلفاء على سواحل الجزيرة العربية لتضييق الخناق على الدولة العثمانية، في حين سمّاها أهل الوشم “سنة الغرقة”؛ بسبب كثرة الأمطار على إقليم الوشم حينها، إلاّ أن مسمى “ساحوت” استمر حتى السنة التي تليها وهي سنة (1328ه)؛ وذلك لاستمرار موجة الجدب والقحط، كما سُميت سنة “الهدية” بسبب ظروف معركة وقعت بين “ابن صباح” و”الملك عبد العزيز” -طيب الله ثراه- من جهة، وقبائل المنتقق من جهة أخرى، واستطاع “ابن سعدون” شيخ قبائل المنتقق أن يستولي على إبل “ابن صباح” بلا قتال؛ فسميت “الهدية”، تلتها سنة “بعاج” كناية عن زيادة شحم الإبل والغنم من كثرة الخصب والربيع في بعض المناطق، كما تسمى “مغزا حومان” لكثرة غزوات الملك عبد العزيز فيها.

مرت على أجدادنا أعوام شدّوا حينها الرحال بحثاً عن ماء من شدة قحط أصابهم
سنة الرحمة
ذكر “ابن نهيّر” في مخطوطه أن عام (1334ه) عُرف عند بعض القبائل بعام “حرب العموم”، أي الحرب العالمية الأولى؛ وسميت بذلك لأن تداعياتها عمّت كثيرا من بلدان العالم على الرغم من أنها بدأت قبل هذا التاريخ بسنتين، لكنها استمرت بتداعياتها إلى هذه السنة، كما تشير الجداول المتداولة عن سنوات القرن الهجري المنصرم أن سنة (1336ه) تُسمّى “سنة البركة”، وتلتها “سنة الرحمة” في عام (1337ه)، وتعتبر من أشهر السنوات في تلك الفترة بل إنها عُرفت كسنة فارقة تُحدد من خلالها السنوات الأخرى والتواريخ التي تليها، كما سماها البعض “سنة الصخونة” بسبب انتشار وباء عظيم في نجد مات منه خلق كثير وفقاً لما ذكره “ابن عيسى” وصاحب “تحفة المشتاق”، وعلّلها “فائز البدراني الحربي” بآثار الحرب العالمية الأولى، حيث كثر الموت وانتشر الوباء في كافة أنحاء المعمورة، في حين يرى بعضهم أنها “الكوليرا” ويقال “الأنفلونزا الأسبانية” أو “الوافدة الأسبولية”، وفي الدراسات المعاصرة صنفها البعض بأنها إحدى السنوات التي انتشرت فيها انفلونزا الخنازير، وهذه السنة هي ما تسمى عند بعض بوادي الحجاز سنة “كسرة القطار” حيث اتجه بعض القبائل إلى تحطيم القطار العثماني الذي بقي على وضعه هذا مدة طويلة، كما عُرفت عام (1339ه) بسنة الجهراء حيث دارت “معركة الجهراء”، كما سمي عام (1342ه) ب”سنة القبة” عند بوادي الحجاز، و”القبة” نبات عشبي يكسو الجبال بالبياض كما وصفه البدراني، أما سنة (1344ه) فسُميت “سنة الرغامة” أو”تسليم جدة”، كما تُسمى “سنة صبَّاب”؛ لكثرة الأمطار، وتلتها “سنة الزبيدي” حيث كثرت فيها “الكمأة” أو “الربلة” وهي نوع من النبات، تلتها “سنة الطيارات” عام (1346ه)، حيث حلّقت الطائرات الإنجليزية فوق جيش الإخوان في الحدود السعودية العراقية، وبعدها “سنة السبلة” المشهورة؛ حيث دارت معركة السبلة عند محافظة الزلفي، تلتها “سنة الدبدبة”، وفيها عقد مؤتمر دعى له الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- في مدينة الشعراء، وسميت سنة “مؤتمر الشعراء”، كما أدخلت حينها أول ماكينة لرفع مياه الآبار، وأدخلها الأمير فيصل بن عبدالعزيز -آنذاك- تلاها عام (1349ه) ويسمى “سنة سحبة” كما تسمى “ساحوت”، وقد سبقت هذه التسمية لإحدى السنوات أيضاً، كما تسمى “سنة لوفة” حيث كثر فيها موت الأغنام والحلال، وتلتها سنة الربيع الخصب المسمى “العود الطويل”.
وسُمي عام (1350ه) ب”سنة مويقة”، وهي مجاعة أصابت شمال المملكة، وقد عرفت هذه السنة أيضاً باسم سنة “توحيد البلاد”؛ حيث توحّدت أقاليم المملكة تحت مسمى المملكة العربية السعودية، وهي السنة التي شهدت تشغيل الهاتف السلكي لأول مرة في نجد، كما تم تأسيس مركز البرقيات اللاسلكي في “محافظة الدوادمي” وهو من أشهر وأقدم مواقع البرقيات في الجزيرة العربية آنذاك، وقد خدم البلاد والدولة، كما خدم الحجاج والمسافرين.
وأُطلق على عام (1352ه) مسمى “سنة الصِّرَّة”؛ بسبب برد شديد أصاب بعض الأقاليم، تلتها “سنة سحبة” وهو السيل الذي أصاب نواحي المدينة المنورة ووصل إلى نجد، وعُرفت السنة التي بعدها ب”سنة الزبيدي”، حيث كثُر الربيع، كما سُمّي عام (1355ه) ب”سنة الكهرب” حيث أدخلت الكهرباء إلى كافة مرافق الحرم المكي الشريف، وكان “الماطور” الكهربائي قد أُدخل إلى الحرم منذ عام (1342ه)، وقد استدعى الملك عبد العزيز المهندس الهندي “رفيق” لجلب “ماطور” في قصر المربع قرابة عام (1347ه)، أما عام (1357ه) فيُسمّى ب “سنة الشقَّال” وهو مرض أصاب الأغنام والبهائم، كما يسمى “زمان أبو فمي”، وهو أيضاً مرض يصيب الأغنام، تلتها “سنة الدبا”، وفيها ثارت الحرب العالمية الثانية، تلتها “سنة السكر الحمر” حيث استوردت الدولة نوع من السكر أحمر اللون -بني-، وتم توزيعه على السكان بسعر زهيد؛ في أعقاب اندلاع الحرب العالمية وضعف موارد الدول وانقطاع حركة التجارة، وما زال كبار السن يذكرون هذه السنة جيداً ويتحدثون عنها بإسهاب، تلتها “سنة جبَّار” حيث عمّ نجد خصب عظيم وأمطار غزيرة.
سنة الشيوخ
عمت المجاعة بعض نواحي الحجاز عام (1362ه) وهي السنة التي تسمى “الجموم”، وانشأ حينها الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- مركز إعاشة في الجموم نفسها لتوزيع الأطعمة، كما تسمى عند أهالي القصيم “سنة الشيوخ” حيث أمر الملك عبد العزيز حين نزوله بالقصيم بتسليف المزارعين إبلاً للسواني، وتسمى في الحجاز “سنة الأمريكاني” حيث وصل فريق أمريكي لمكافحة الجراد لأول مرة، وعلى اثر ذلك سمّاها البعض “سنة الدباء” وهو صغار الجراد، وسُمي عام (1366ه) ب”سنة بوهان”؛ لأن الناس باهوا فيها -أي احتاروا- أين يذهبون بأغنامهم من الجفاف، وفيها نزلت الطائرات في حائل والقصيم لأول مرة، تلتها “سنة الزعابة”؛ حيث كثر موت الإبل في بعض المناطق وزعب الناس الماء من الآبار بأيدهم، وهي السنة التي أنشئت فيها أول محطة كهربائية بالرياض، وأُدخلت إلى المنازل في حين كان أول “ماطور” كهربائي قد دخل الرياض في منتصف الأربعينات الهجرية في قصر المربع، تلتها “سنة الجدري”، كما تسمى “يوم سكاكا”؛ وذلك لاجتماع المجاهدين في محافظة “سكاكا” بأمر من الملك؛ وذلك للدفاع عن فلسطين، وفي آخرها افتتحت الإذاعة، كما عُرفت سنة (1371ه) ب “سنة الظلمة” حيث كُسفت الشمس كلياً وما زال كبار السن يتذكرون هذه السنة جيداً، وهي التي افتتحت فيها سكة الحديد، أما سنة (1376ه) فتكاد تكون الأشهر حيث هطلت الأمطار بغزارة ونزل البرد، وتهدّمت بعض البيوت، وضاعت معها كثير من الكتب والمخطوطات الثمينة، وعرف الناس هذا العام ب”سنة الهدام”، وقد أدركتها عدسات المصورين في عهد الملك سعود -رحمه الله-، والتقطت عدة صور لمعظم مناطق المملكة حينها.
دراسات معاصرة ذكرت أن «سنة الصخونة» شهدت ظهور «انلفلونزا الخنازير»
أيام الأزمة
استمرت السنوات بمسمياتها المختلفة، إلاّ أنها مع الثمانينيات الهجرية تضاءلت، وبدأ الناس يؤرخون بالتواريخ الرسمية “عام الهجري”، وقد تزامن ذلك مع انتشار العلم وزيادة المدارس على الرغم من أن التسميات العامية استمرت في بعض الأقاليم والبوادي، ولكنها في زمننا الحاضر تقلّصت وغابت عن ألسنة العامة، بل صار حديث أهل هذا الزمان مرتبط بالأحداث، فكما كانوا يقولون قديماً “زمن ساحوت” وغيرها، ها هم أبناء هذا الجيل يؤرخون بما تعايشوا معه كقولهم “أيام التلفزيون الأبيض والأسود”، “زمن تلفون أبو هندل”، و”زمن البيجر” في حين الحديث عن الاتصال والتواصل مع الآخرين، كما يؤرخون بالأحداث السياسية كقولهم “زمن جهيمان” و”أيام الأزمة” ويقصدون بها أيام حرب الخليج الثانية، كما يؤرخون بالأحداث الاقتصادية والمعيشية كقولهم سنة “انهيار الأسهم” أو”أيام الصندوق العقاري”، في حيث يؤرخ الرياضيون ب”أيام سعيد غراب والكبش” و”أيام ماجد والنعيمة”، وهي في مجملها ما يعبّر عنها أبناء هذا الجيل ب “أيام الطيبين”.

أعوام الجدب والقحط لم تمحها سنوات “الغرقة” و”التسعاوي” و”بعاج” وغيرها

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى